Friday, September 3, 2010

اللغة العربية ونبوءة الضمور و الأفول

اللغة العربية ونبوءة الضمور و الأفول
التاريخ: Monday, November 26
اسم الصفحة: ثقافة

أ.د. نعمة رحيم العزاوي


وقفت قبل اشهر على تصريح للدكتور علي القاسمي اللغوي العراقي الذي اتخذ له من المغرب دار اقامة، في مقال نشره على الانترنيت، اعلن فيه ان اللغة العربية مهددة بالانقراض في القرن الحالي



ووقفت بعد ذلك على حوار اجرته مجلة العربي الكويتية في عددها الاخير الصادر في تشرين الاول عام 2007، مع اللغوي العربي التونسي المعروف الدكتور عبد السلام المسدي، صرح فيه ان اللغة العربية مهددة بالضمور او الأفول.


ولم يشكل ما وقفت عليه في المرتين المشار اليهما صدمة لي، او لم يثر دهشتي واستغرابي، فذلك ما يتوقعه اكثر اللغويين العرب، وذلك ما يحذورن منه دائما، ويطلقون الصيحات المتتالية لمنعه، والحيولة دونه.


أجراس الخطر


لقد تعرضت العربية في تاريخها القريب لهذا الخطر، حين حاول الاستعمار الحديث سرقة اللسان العربي، في هذا البلد العربي او ذاك، واحلال العامية محله، او إبداله ببعض اللغات الاجنبية ولكن يقظة العرب، وتمسكهم بلغتهم، قد احبطت محاولات الاستعمار تلك، وخرجت العربية من ذلك الصراع ظافرة منتصرة.


اما اليوم، ومنذ السنوات التي تلت النصف الاول من القرن الماضي عاد الخطر يدق اجراسه من جديد على نحو يثير الرعب في قلوب ابناء العربية حيثما كانوا في الرقعة الجغرافية الواسعة التي يستوطنونها، ولعل اهم ما يخشاه هؤلاء الابناء امران: الاول ضياع لغة القرآن الكريم، وحاجتهم اذ ذاك - لا سمح الله - الى من يترجم لهم هذا النص السماوي المقدس الذي ختم الله به كتبه السماوية، على نحو ما يحتاج اليهود والمسيحيون الى من يترجم لهم التوراة والانجيل، والثاني انقطاع الاجيال العربية عن تراث ماضيهم واضطرارهم الى قراءة هذا التراث مترجما الى اللغة الجديدة التي ستكون عدة لغات، هي العاميات التي تتخذها الدول العربية، وهي ثلاث عاميات - كما يتوقع - عامية المغرب العربي، وعامية مصر، وعامية المشرق العربي.


ان هذه النبوءة التي نقلتها مجلة العربي في عددها الاخير عن الدكتور عبد السلام المسدي قد بنيت على عوامل كثيرة سأشير اليها فيما يأتي ولكن قبل ذلك لا بد من الاشارة الى ان مستويات الاداء في اللغة العربية هي ثلاثة: الأول هو ما يعرف باللغة العربية الفصحى، وهي اللغة المثالية التي تمثل لغة ما قبل الاسلام ولغة القرون الاربعة الهجرية الاولى، ولكن هذه اللغة قد أفلت منذ قرون طويلة، واحتفظت بها المعجمات القديمة وكتب اللغة ودواوين الشعراء ونتاج الناثرين الذين عاشوا في الحقبة التي حددناها آنفا.


وليس من السهل احياء هذه اللغة والعودة اليها فيما يكتبه الشعراء او الكتاب او المؤلفون المعاصرون، او فيما ينطقونه.


الثاني هو ما يدعي باللغة العربية الفصيحة وهي التي حلت محل الفصحى منذ افولها، وتمتاز بانها يحافظ فيها على قواعد العربية التي تتمثل في الصوت والصرف والنحو والدلالة، مع تسامح قليل او كثير في قبول المعرب والجديد الذي طرأ على الصرف والدلالة فهذان المستويان اسرع الى التغيير من المستوى النحوي الذي يتمتع بالثبات الى حد كبير، عدا حركات الاعراب التي يجهلها اكثر المتكلمين.


الثالث هو ما اصطلح عليه بالعامية، وهو مستوى لا يتقيد بقواعد اللغة الصوتية والصرفية والنحوية والدلالية، ولا يراد منه الإ الافهام فقط.


واذا كانت اللغة العربية الفصحى قد افلت منذ وقت طويل وانزوت في المدونات القديمة التي تنتمي الى الحقبة التي اشرنا اليها، ولم تعد تظهر الا على استحياء من حين لآخر على ألسنة بعض علماء اللغة المعاصرين واقلامهم، فان نبوءة الضمور والافول ستقتصر على اللغة العربية الفصيحة، اذ ان اللغويين يتوقعون ان يلحق هذا الضرب من الاداء باللغة الفصحى، وان تحل محله العاميات التي تختلف باختلاف الدول التي تتكلم بها.


عوامل إطلاق النبوءة


واما العوامل التي استند اليها المسدي في اطلاق نبوءته هذه فكثيرة منها قوله: انه تحت ضغط اللغة الاجنبية وضغط العامية تتأثر الفصحى - كذا والصواب الفصيحة- ، ويتقلص نفوذها واذا استمر الامر على ما هو عليه اليوم وعما - كذا والصواب على ما - هو متوقع في المستقبل القريب، فان العريبة ستؤول تدريجيا الى الضمور والافول وستتحول الى لغة مرتهنة جدا في طقوس رسمية جدا، او تعبدية جدا او ابداعية في حدود ما.


وقوله كذلك ان الوضع الدولي اصبح يساعد على الزهد بالفصيحة، ويشجع على نمو حقول التداول بالعاميات وليس هذا كما يقول من باب المؤامرة التي تجري في الخفاء بل اصبح مرسوما في سجلات الخطط الستراتيجية الدولية، فهناك جهات دولية تعرض اليوم تمويلا سخيا، لانجاز مسلسلات عربية شريطة ان تكون بالعامية لا بالفصيحة(1)، وهناك تشريعات تربوية جديدة في فرنسا ألغت فيها العربية الفصيحة كلغة اجنبية واحلت محلها مجموعة من العاميات العربية كعامية مصر وعامية شمالي افريقيا وعامية المشرق العربي، وبذلك حققت فرنسا في هذه الايام ما عجزت عن تحقيقه ايام استعمارها شمالي افريقيا.


ومما قامت به فرنسا هو تشجيعها الحاد اللغة الامازيية وهي لغة بربرية وتأسيسها اكاديمية او مجمعا لهذه اللغة في باريس.


وقد حذت اميركا حذو فرنسا في الغاء الفصيحة كلغة اجنبية واحلالها مجموعة العاميات المذكورة انفا محلها.


ومما يلحق بالتشريعات الدولية الهادفة الى طمس العربية الفصيحة، ما اشار اليه الدكتور علي القاسمي في مقاله الذي نشره على الانترنيت، واوردت مضمونه في صدر هذا المقال، هو ان منظمة الامم المتحدة تتجه الى الغاء العربية من بين اللغات العالمية الرسمية التي تعتمد عليها المنظمة، وقد سوغت اتجاهها هذا بعوامل ثلاثة: الاول ان ممثلي الدول العربية شرعوا يهجرون العربية في اداء اعمالهم في المنظمة، ويعمدون الى الانجليزية او الفرنسية بدلا منها، والثاني ان الدول العربية لم تعد تفي بدفع نفقات استعمال المنظمة للغة العربية، والثالث غياب مترجمين اكفاء يترجمون ما يدور في المنظمة من اللغات العالمية الى العربية ترجمة مباشرة.


ومن العوامل التي تقف وراء نبوءة المسدي طغيان العاميات على وسائل الاعلام العربي ولا سيما المسموعة والمرئية منها، وان استعملت العربية الفصيحة في هذه الوسائل فانها تأتي مشحونة بالخطأ اللغوي في شتى انواعه، اي الخطأ الصوتي والخطأ الصرفي والخطأ النحوي، ولم تجد الكتب الكثير التي الفها الغيارى على اللغة، في تصحيح اخطاء ما يذاع وما ينشر ويكتب في وسائل الاعلام هذه.


ومن اللافت للنظر في مجال المقارنة بين برامج الفضائيات العربية والاذاعات العربية والبرامج الاعلامية الفرنسية مثلا، كالفضائيات والاذاعات تجد ان فضائيات فرنسا واذاعاتها مهما كان محتوى ما تنشره، هي مدرسة لغوية لمن يستمع اليها، اي انها تصوغ ما تنشر حتى ولو كان حديثا عن الرياضة او الرقص صياغة لغوية محكمة سليمة، ولكنها سلسة وطبيعية.


ولم تزحف العاميات الى وسائل الاعلام العربية، بل طغت على قاعات الدراسة في مختلف مراحل التعليم، واصبحت اداة التعبير المنطوق عن الفكر والعلم، وسيطرت على احاديث الساسة وخطبهم وما ينطق به المثقفون في المجالات الجادة وكان المفروض ان تقتصر العاميات على التعبير عن شؤون الحياة اليومية، ومجالات التخاطب اليومي بين افراد المجتمع.


غياب القرار السياسي


وثمة عامل آخر من العوامل التي حملت عبد السلام المسدي على اطلاق نبوءته التي جعلناها موضوع هذا المقال، هو ما اشار اليه من الفصل بين التنمية واللغة، فنحن في البلاد العربية مشغولون بردم ما بيننا وبين العالم من هوة سحيقة في مجال المعرفة، وفزعون مما تواجه منظومتنا المعرفية، من تخلف كبير اذا ما قيست بالمنظومة المعرفية العالمية، ولكننا صامتون صمتا آثما عن القضية الملازمة لهذه المنظومة المعرفية، وهي اللغة.


وعلى هذا الاساس يرى المخلصون ان مشاريعنا التنموية ستظل مشلولة ومنقوصة ما لم نواجه القضية اللغوية، بل ان ترك الحبل على الغارب في المسألة النحوية سيزيدنا تخلفا على الصعيد المعرفي.


ويبدو ان المسألة اللغوية في بلادنا العربية تحتاج الى قرار سياسي يقف تراجع اللغة العربية الفصيحة، ويمنع ضمورها او افولها، ويحصر استعمال العاميات العربية في مجالها الطبيعي، وهو التعامل في البيت والشارع والسوق وسائر ما تقتضيه شؤون العيش، واما فيما عدا ذلك فاللغة العربية الفصيحة هي التي تستعمل، اي في مجالات العلم والفكر والمعرفة وفي مجال المنابر الاعلامية، ايا كان مضمون ما تبثه هذه المنابر، وبذا يتحقق التجانس اللغوي في جميع الدول العربية.


وقد كان للقرار السياسي اثر فعال في التوحد اللغوي في امم كثيرة كان افرادها يعانون التشظي اللغوي، ولعل ابرز الامثلة على ذلك الشعب الصيني. فافراد هذا الشعب كانوا يعانون اشتاتا لغوية لا حد لها، ولكن القرار السياسي جعل الشعب الصيني موحدا لغويا، واصبحت اللغة الصينية لغة رسمية لهذا الشعب.


ومن الامثلة على ذلك الشعب الاميركي الذي كان ابناؤه يتحاورون بلغات شتى مختلفة، فجاء القرار السياسي لتوحيد الاميركيين لغويا، فانكب اللغويون على دراسة القضية اللغوية وسهلوا مهمة التوحيد اللغوي، فتم التوحيد.


ولا تفوتنا الاشارة هنا الى الشعب الفرنسي الذي كان يتكون من مجموعات لغوية، فكان القرار السياسي هو التجانس اللغوي حتى لا تتفتت الامة.


بل لقد كان للقرار السياسي اثر يشبه المعجزة في فلسطين المحتلة، فقد احيا هذا القرار لغة ميتة، وبعثها من مرقدها، وهي اللغة العبرية التي اعيد تشكيلها، ونفخت فيها الحياة مرة اخرى، فكان ما يعرف اليوم باللغة العبرية الحديثة.


ولكن القرار السياسي في البلاد العربية يحتاج الى امرين يعضدانه، الاول هو العمل الجاد المدروس على محو الامية، لان ذلك يرفع من مستوى العاميات العربية، ويقلص الفجوة الكبيرة بينها وبين العربية الفصيحة، ولكنه لا يقضي على العاميات لان القضاء عليها ضرب من الخيال. الثاني هو اصلاح تعليم اللغة العربية، واقامته على الاسس المتبعة حديثا في تعليم اللغات.


فهل تستجيب الانظمة العربية لصيحات اللغويين، وتعمل بمعونة العلماء والهيئات اللغوية المتخصصة، على وقف ضمور اللغة العربية الفصيحة، والحيلولة دون افولها، فيكون عملها هذا الذي يجب ان يدعمه ابناء الدول العربية، ويعوا ابعاده.

(1) يورد المسدي دائما(الفصحى) بدلا من(الفصيحة) اغفالا منه لافول (الفصحى) قبل عصرنا هذا بقرون، ومن الصعب احياؤها.

Thursday, April 23, 2009

Lebanese Academic Writes 109-page novel free of letter 'e'


By Nayla Baraki
Special to The Daily Star
Saturday, February 14, 2009



BEIRUT: If you've ever struggled to write a sentence without using the letter "e," you will probably be impressed with a new book written by a Lebanese writer: "Jack and Mary," a 109-page novel, is free of "e," the most commonly used letter in the English language.

That means no "the," either.

The author, Joseph Habib Helou, was born in Jezzine and holds a doctorate of philosophy in English literature from Commonwealth University in England. He started teaching English while still at high school and is now a university instructor and lecturer at the American University College of Science and Technology (AUST) and at the Lebanese American University (LAU), where he teaches business English, translation and English language.

"Jack and Mary" follows Helou's earlier book, "Kahlil Gibran, a Nonpareil Artist," an analytical study of the renowned author's writings and paintings.

The idea for Helou's latest book "started with a challenge among a couple of teachers who were just chatting and agreeing that writing something without the letter 'e' in English is rather impossible," he told The Daily Star.

"The letter 'e' is the most used letter in English, and the definite article, 'the', is the most used word in spoken and written language," he explained.
"I accepted the challenge and said I would give it a try. My colleagues took it as more of a joke than a serious challenge. I wanted to prove that I could achieve in English what people deem impossible," he said.

The technical word for Helou's achievement is "lipogrammatism," which means deliberately omitting a certain letter when writing. The novel, published in May 2006, is actually part of the genre of thriller.

Dr. Helou faced a few problems while trying to avoid repetition, particularly with some of the key words appearing in the novel.

"The difficulty I faced was when I tried to avoid repetition, since all the events in the novel revolve around words like 'trick' or 'plot'," said Helou, "so I had to use several synonyms for the word trick in order to avoid monotony."

"Also, since two of the stories take place on a river and in water; two words with the letter "e", I had to replace them with other expressions or similar words."

This novel meets the requirements of any standard tale, Helou argues. "It has all the elements of a fully-fledged story. It is more of a thriller than a mere story. Many of my colleagues said they had been so captivated by the flow of events that they were urged to read on, from one chapter to the next until they had read the four chapters in one sitting. This is synonymous with interest; it also proves that I have achieved my goal."
It took Helou about 18 months to finish the novel; at the time, he was teaching at two universities while also giving training seminars and workshops on English at several educational institutions.

"The novel took about one year and a half, but during that time I was teaching at AUST and at LAU, besides lecturing in other places," Helou said. "Sometimes I would write ten pages in a given week, and sometimes I would leave the story for two or three weeks without writing even a word."

"Most of the people who hear about the story are eager to do two things: First, to find out how it is possible to create a good story while not using the most frequently used letter and word. Second, they're curious to check if there are any words with the letter "e" that have wormed their way into the novel," Helou said.

Helou outlined a few other lofty ambitions for his work. "I expect to see my novel in Hollywood, made into a film where the actors have to learn all the words by heart and make the film without any letter 'e'. This may sound impossible, but the latter is a word that does not exist in my dictionary, especially that I depend on God in all that I do. Seeing the book in the World Book of Records is also another goal I am in the process of achieving."

The second edition of "Jack and Mary" is now in local bookstores, after the first edition sold out.

Six schools in Lebanon have assigned "Jack and Mary" for reading or research activity. "The teachers are assigning the story as an incentive for students to be creative and to read something which is not ordinary and not like any other story they've read," Helou said.
"In Dubai the story has also been assigned as a research work," he added.

Helou promised he will soon release something even more intriguing than "Jack and Mary" into the market, but preferred to stay mum about the details.

"The feedback I have so far received from the readers has encouraged me to venture into something more captivating," he said.